
في خطوة تهدف إلى الارتقاء بمستوى التحكيم في كرة القدم المغربية، أعلن فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن تكليف الحكم الدولي المغربي الأصل إسماعيل الفتح، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بمهمة إجراء خبرة شاملة لتقييم وتطوير منظومة التحكيم الوطني.
جاء هذا الإعلان خلال حفل أقيم يوم الثلاثاء 18 مارس 2025 بمقر الجامعة في المعمورة بمدينة سلا، بحضور ممثلي العصب الوطنية وأعضاء المديرية الوطنية للتحكيم واللجنة المركزية للتحكيم.
خطة طموحة لتطوير التحكيم
أكد لقجع في كلمته خلال الحفل على الأهمية الكبرى للتحكيم كعنصر أساسي في نجاح المنافسات الرياضية، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار سعي الجامعة لوضع خريطة طريق واضحة للنهوض بمستوى الحكام المغاربة. وأوضح أن الاستعانة بإسماعيل الفتح، الذي يتمتع بخبرة واسعة في التحكيم الاحترافي بالدوري الأمريكي (MLS) وكمستشار دولي في هذا المجال، تهدف إلى تقييم الوضع الراهن للتحكيم الوطني، تحديد نقاط القوة والضعف، واقتراح حلول مبتكرة تتماشى مع المعايير الدولية.
من هو إسماعيل الفتح؟
إسماعيل الفتح، المولود في الدار البيضاء عام 1982، يعد أحد أبرز الحكام المغاربة على الساحة الدولية. بدأ مسيرته التحكيمية في الولايات المتحدة عام 2011 كحكم رابع، قبل أن يترقى ليصبح حكماً رئيسياً في الدوري الأمريكي بعد عام واحد فقط. بفضل خبرته التي تزيد عن 12 عاماً في التحكيم الاحترافي، إلى جانب عمله كمستشار لتطوير التحكيم عالمياً، يحظى الفتح بسمعة قوية تجعله مؤهلاً لهذه المهمة الطموحة.
وفي تصريح له للصحافة عقب تعيينه، عبر الفتح عن فخره الكبير بالعودة إلى بلده الأم لخدمة الرياضة المغربية، قائلاً: "شرف عظيم أن يطلب مني وطني المساهمة في تطوير منظومته الرياضية. أضع خبرتي رهن إشارة الجامعة وزملائي الحكام المغاربة لتحقيق هدف مشترك يتمثل في جعل التحكيم المغربي من بين الأفضل عالمياً".
وأضاف أن الحكام المغاربة يمتلكون القدرة على قيادة المباريات في أرفع المنافسات الدولية، مشدداً على أن تطور كرة القدم المغربية وحماس الجماهير يستوجبان رفع مستوى التحكيم لمواكبة هذا التقدم.
يتضمن المشروع الذي سيشرف عليه الفتح تحليلاً شاملاً للمنظومة التحكيمية الحالية، مع التركيز على تعزيز الكفاءات، تحسين التكوين، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية. كما سيعمل الفتح بالتنسيق مع المديرية الوطنية للتحكيم واللجنة المركزية لضمان تنفيذ التوصيات بشكل فعال.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تشكل نقلة نوعية في التحكيم المغربي، خاصة في ظل الطموحات الكبيرة للمغرب لاستضافة وتنظيم بطولات دولية كبرى، مثل كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه كرة القدم المغربية تطوراً لافتاً على المستويين الوطني والقاري، مع تحقيق المنتخب الوطني لإنجازات تاريخية وتألق الأندية المغربية في المسابقات الإفريقية.
ومع ذلك، يبقى التحكيم أحد التحديات التي تواجه اللعبة محلياً، حيث كثيراً ما يتعرض لانتقادات من الجماهير والمسؤولين على حد سواء. ومن خلال الاستعانة بخبرة أمريكية مغربية، تسعى الجامعة إلى تجاوز هذه العقبات وتعزيز الثقة في الحكام المغاربة.
لاقت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً من قبل الفاعلين في المجال الرياضي، حيث أشاد عدد من المحللين باختيار إسماعيل الفتح نظراً لتجربته الغنية واطلاعه على أحدث التقنيات والمناهج في التحكيم. ويرى متابعون أن هذا المشروع قد يكون بداية لإصلاح شامل يضع التحكيم المغربي على الطريق الصحيح لمواكبة التطورات العالمية.
بهذا القرار، يؤكد فوزي لقجع على رؤيته الاستراتيجية لتطوير كرة القدم المغربية بكل مكوناتها، معززاً مكانة المغرب كقوة صاعدة في الساحة الرياضية الدولية. ويبقى السؤال: هل ستتمكن هذه المبادرة من تحقيق الطموحات المرجوة ورفع مستوى التحكيم المغربي إلى مصاف العالمية؟ الإجابة ستتضح مع تقدم المشروع في الأشهر المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق